يسود خطأ شائع في التحليلات السياسية، منها ما هو مقصود، ومنها ما هو ملتبس على المتحدثين، بأن تعدّد لوائح "قوى التغيير" أو "الثورة"، سيؤدي الى تشتّت الأصوات، لكن التدقيق في هذا الامر يقود الى إستنتاج مفاده: صحيح هناك تعدد للوائح التغيير، وكذلك تعدد للوائح الأحزاب، لكن هناك لوائح تغييرية اساسية في كل دائرة انتخابية تمتلك التأييد الشعبي ومنبثقة من مجموعات منظمة الى حد ما، أو عن ائتلافات ثورية. وهي لوائح مقتدرة وتعبر عن طموحات الناخبين.
فمن حق أي مرشح ان ينتظم في لائحة ويطلق عليها اسم لائحة التغيير، لكن ايضاً ليس كل لائحة تدّعي التغيير، هي فعلاً للقوى التغييرية، أو لديها قدرة الفوز، لأن بعض اللوائح لن تنال سوى مئات الاصوات، كما تثبت نتائج استطلاعات الرأي. مما يعني ان هناك لوائح تغيير اصلية اساسية، وأخرى تقليد.
اما اللوائح التغييرية الاساسية فلديها القدرة على المنافسة الجدية، وفكرة دمج اللوائح مع بعضها كان يمكن ان تؤدي حتماً إلى نتيجة افضل، لأن اللوائح المنبثقة عن ائتلافات خضعت لمسارات ولمعايير في اختيار المرشحين، ولم تكن هذه اللوائح لتتكوّن بالشكل السليم، لو بنيت على فكرة جمّع مرشحين لا تجمعهم المبادئ ذاتها، او لا تنطبق عليهم المعايير:
- في عكار هناك لائحة جدية هي "عكار التغيير" التي لديها القدرة على المنافسة.
- في دائرة الشمال الثالثة لائحة "شمالنا" هي اللائحة التي تقلق الاحزاب.
-في البقاع الغربي-راشيا، تنافس لائحة "سهلنا والجبل" على اكثر من مقعد.
- في بعلبك – الهرمل، لائحة "ائتلاف التغيير" هي اللائحة التي تضم ابرز الوجوه التغييرية والمستقلة والتي انبثقت عن ائتلاف واضح.
- في صيدا-جزين، لائحة "نحو التغيير" هي إئتلاف العدد الابرز من المجموعات التغييرية مثل: جبهة 17 تشرين، مدينتي، عامية 17 تشرين، وناشطي ساحة ايليا وسد بسري.
- في صور - الزهراني، لائحة "معاً نحن التغيير" هي اللائحة التغييرية الوحيدة التي نالت السهام عند اعلانها.
هذه اللوائح هي الأكثر جدّية في المنافسة، والمقولة السائدة بأن لوائح التغيير لن تنال حواصل، لأنها متعددة، هو توصيف غير دقيق، لأنه يجب التمييز بين احجام اللوائح وتأثيرها.